* هكذا أكتب تاريخ النساء *

 

 

* وهذه قصيده من أجمل ما كتب نزار قبانى فى هذا الديوان * 

                 تكتبين الشعر .. وأوقع أنا ..

ليس لى القدرة على تغييرك .. أو على تفسيرك ..

لا تصدقى أن رجلا يمكنه تغيير امرأة ..

وباطلة دعاوى كل الرجال الذين يتوهمن ، أنهم صنعوا المرأة من أحد أضلاعهم ..

هو الذى يخرج من حوضها .. كما تخرج السمكة من حوض الماء

وهو الذى يتفرغ منها ، كما تتفرغ السواقى من النهر ..

وهو الذى يدور حول شمس عينيها ، ويتصور أنه ثابت فى مكاتبه ..

                     *                   *                     *   

ليس لى القدرة على تعليمك أى شئ ..

وشفتاك هما خلاصة النبيد ، انك امرأة مكتفيه بذاتها ..

زيتك منك ..

وقمحك منك ..

ونارك منك ..

وصيفك وشتاؤك ..

وبرقك ورعدك ..

ومطرك وثلجك ..

وموجك وزبدك .. كلها منك ..

ماذا أعلمك ياامرأة ؟

من يستطيع أن يقنع سنجابا بالذهاب الى المدرسه ؟

من يستطيع ان يقنع سياميا بالعزف على البيانو ؟

من يستطيع أن يقنع سمكة القرش .. بأن تصبح راهبة ..

                     *                    *                    *

ليس لى القدرة على ترويضك .. أو تدجينك .. أو تهذيب غرائزك الأولى  .

هذه مهمة مستحيلة ..

لقد جربت ذكائى معك .. وجربت أيضا غبائى .. فلم تنفع معك هداية ولا غواية .

خليك بدائية كما أنت ..

خليك مزاجية كما أنت ..

خليك هجومية كما أنت ..

ماذا يبقى من أفريقيا ؟                            اذا أخذنا منها نمورها .. وبهاراتها .. 

ماذا يبقى من جزيرة العرب ؟                   اذا أخذنا منها مجد النفط .. ومجد الصهيل !!

                  *                      *                      *

 

 

 

ليس لى القدرة على كسر عاداتك ..

هكذا أنت منذ ثلاثين سنة ..

منذ ثلثمائة سنة ..

منذ ثلاثة آلاف سنة ..

اعصار محبوس فى زجاجة .. جسد يتحسس رائحة الرجل بالفطره ..

ويهاجمه بالفطره .. وينتصر عليه بالفطره ..

فلا تصدقى ما يقوله الرجل عن نفسه ، بأنه هو الذى يصنع القصائد .. ويصنع الأطفال ..

ان المرأة هى التى تكتب الشعر .. والرجل هو الذى يوقعه  ..

والمرأة هى التى تنجب الأطفال .. والرجل هو الذى يوقع فى مستشفى الولادة بأنه أصبح أبا .. !!

                      *                       *                       *

ليس لى القدرة على تغيير طبيعتك ..

لا كتبى تنفعك ..

ولا قناعاتى تقنعك ..

ولا نصائحى الأبوية تفيدك ..

أنت ملكة الفوضى ، والجنون ، وعدم الانتماء                        فظلى كما أنت ..

أنت شجرة الأنوثه التى تكبر فى العتمه .. ولا تحتاج الى شمس وماء ..

أنت أميرة البحر التى أحبت كل الرجال .. ولم تحب أحدا ..

وضاجعت كل الرجال .. ولم تضاجع أحدا ..

أنت البدوية التى ذهبت مع كل القبائل                               وعادت عذراء ..

                           فظلى كما انت ....................